المسلمون في أوروبا بحاجة إلى أئمة ذوي مستوى ثقافي

قال الطيب ولد لعروسي مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس، إن فرنسا تحصي 1800 مسجد و200 آخر في طريق الإنجاز، إلا أن المشرفين عليها ليسوا في المستوى، لأن المسلمين في أوروبا عموما ''بحاجة إلى أئمة ذوي مستوى ثقافي''. فضل السيد حسين رايس، وهو أستاذ محاضر بمسجد باريس، أن يناقش مسألة التسامح في الدول الغربية من منظور سلوكات بعض المسلمين، والتي لا تخدم، حسبه، المجموعة المسلمة المنتشرة في أوروبا التي سيبلغ عددها 20 مليون مسلم، بما فيها 7 ملايين بفرنسا وحدها. وقال رايس في مداخلة ألقاها في ورشة ''التسامح في نظر غير المسلمين بين الإنصاف والعدالة والاجتهاد'': ''نحن اليوم أمام ظاهرة مغايرة للاستشراق، هي (الاستغراب). وثمة عرب يعيشون في الغرب لكنهم لا يخدمون ثقافتهم، بمن فيهم الأشخاص المعينون على رأس المساجد بفرنسا''. مضيفا ''إن الغرب اليوم ينظر إلينا نظرة استفزازية وكأننا غنيمة مريضة يجوز الاستحواذ عليها''. وهو ما يجعل الجزائر كغيرها من الدول المسلمة مقصودة بالاستفزاز. ويخلص: ''علينا أن ندرس كل المعطيات المتغيرة والثابتة، لنفهم ما يحدث حولنا، وكيف نقلل من هجمة الغرب.. نحن نعاني من الآثار الجانبية للحادثة المفبركة 11 سبتمبر، وعلينا التخلص من آثارها''. ويكمن الحل، حسب المحاضر، في الاستعانة بالمفكرين الذين يخدمون المسلمين في الغرب، في إشارة منه إلى أمثال روجيه غارودي. وافق طيب ولد لعروسي، مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس، ما جاء في مداخلة حسين رايس، وقال بأن التسامح هو تحصيل حاصل بالنسبة للمسلمين، إلا أن الغرب آثارها مجددا لصالحه بكلمة مغايرة وهي ''الديمقراطية''. ويتأسف لعروسي في كون المؤسسات المحلية بفرنسا مثلا، ''معطوبة'' لا تعمل لصالح المسلمين، وقال: ''عكس اليهود المتواجدين في كل مكان وفهموا معنى الوحدة للدفاع عن النفس''. وعاد لعروسي إلى معركة الحجاب في 2003، حين قال: ''هناك مسلمون زكّوا تلك الهجمة بما فيها قانون 2005 ولا أحد تدخل من المسلمين''، وتأسف لعروسي قائلا ''اليوم هناك من يريد تعلم العربية واكتشاف الإسلام لكنهم يصدمون بالأبواب الموصدة والمعاملة غير اللائقة''، في إشارة منه إلى الذين يعينون من قبل السلطات في الجزائر للإشراف على المساجد بفرنسا، مردفا: ''لسنا بحاجة إلى مشعوذين، بل إلى مفكرين على رأس المساجد''. عاد حسين رايس إلى القول ''أبنائنا اليوم جيل مؤمن بأصوله أكثر منا، لكنه يرفض اتباع دربنا''، نظرا لما آلت إليه أحوال المسلمين عبر العالم، وفي غياب إعلام عربي حي يواجه الإعلام الغربي المتحامل على كل رمز إسلامي موجود.