الكبيرة الثالثة : في السحر
السحر
الكبيرة
الثالثة في السحر
لأن
الساحر لا بد و أن يكفر . قال الله تعالى
" و
لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " . و ما للشيطان الملعون غرض في تعليمه
الإنسان السحر إلا ليشرك به . قال الله تعالى مخبراً عن هاروت و
ماروت :
"
و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر
فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن
الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من
خلاق " أي من نصيب
.
فترى
خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر و يظنونه حراماً فقط ، و ما يشعرون أنه
الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء و عملها و هي محض السحر و في عقد الرجل عن زوجته و
هو سحر ، و في محبة الرجل للمرأة و بغضها له و أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك
و ضلال .
و
حد الساحر : القتل ، لأنه كفر بالله أو مضارع الكفر . قال النبي صلى الله عليه و
سلم " اجتنبوا السبع الموبقات " . فذكر منها السحر . و الموبقات المهلكات . فليتق
العبد ربه و لا يدخل فيما يخسر به الدنيا و الآخرة . و جاء عن النبي صلى الله عليه
و سلم أنه قال : " حد الساحر ضربه بالسيف " و الصحيح أنه من قول جندب . و عن بجالة
بن عبدة أنه قال : أتانا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر و
ساحرة . و عن وهب بن منبه قال : قرأت في بعض الكتب : يقول الله عز و جل لا إله إلا أنا ليس مني من سحر و لا من سحر له
، و لا من تكهن له ، و لا من تطير و لا من تطير له . و عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر
، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر " . رواه
الإمام أحمد في مسنده
. و عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً قال : " الرقي و التمائم و التولة
شرك " . التمائم : جمع تميمة ، و هي خرزات و حروز يعلقها الجهال على أنفسهم و
أولادهم و دوابهم يزعمون أنها ترد العين ، و هذا من فعل الجاهلية ، و من اعتقد ذلك
فقد أشرك . و التولة بكسر التاء و فتح الواو : نوع السحر ، و هو تحبيب المرأة إلى
زوجها ، و جعل ذلك من الشرك لاعتقاد الجهال أن ذلك يؤثر بخلاف ما قدر الله تعالى
قال الخطابي رحمه الله : و أما إذا كانت الرقية
بالقرآن ، أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم
كان يرقي الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فيقول : " أعيذكما بكلمات الله التامة من
كل شيطان و هامة و من كل عين لامة " . و بالله المستعان و عليه
التكلان .